‏"الرحلة 19".. سر اختفاء 5 طائرات عسكرية أمريكية بمثلّث برمودا قبل 76 عاماً

F22

الادارة
مشرف عام
إنضم
May 4, 2020
المشاركات
18,672
مستوى التفاعل
12,467
في 5 ديسمبر/كانون الأوّل 1945 اختفت على نحو غامض مجموعة من 5 قاذفات قنابل كانت في رحلة تدريبية أُطلقَ عليها "الرحلة 19"، وذلك فوق "مثلّث برمودا"، بعد فقدها الاتصال بالبحرية الأمريكية. وتسبّبت الحادثة في بدء أخذ العالم أسطورة مثلث برمودا بجدّية.
1638686773566.png
الرحلة 19" عبارة عن تسمية لمجموعة من 5 قاذفات
قنابل تابعة للبحرية الأمريكية، انطلقت في رحلة تدريبية في 5 ديسمبر/كانون الأوّل 1945 من قاعدة للبحرية الأمريكية في مدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا شرقي الولايات المتّحدة.
واختفت الطائرات فيما كانت تحلّق في مهمّة تدريبية روتينية، ولم يُعثَر على أي من طاقمها بشكل غامض، كما اختفت طائرة إنقاذ أُرسِلَت للبحث عنهم ولم ترجع أبداً، بإجمالي ست طائرات و27 رجلاً، ذهبوا واختفوا بلا أثر. وتسبّبت الحادثة في بدء أخذ العالم "أسطورة مثلث برمودا" بجدّية.
و"مثلث برمودا" هو منطقة غامضة تقع في المحيط الأطلسي بين جزيرتَي برمودا وبورتوريكو من جهة، ومن جهة أخرى مدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا الأمريكية، وتمتدّ نحو مليون كيلومتر مربّع على شكل مثلّث متساوي الأضلاع.
وقد أثارت تلك المنطقة حيرة العلماء لسنوات طويلة، إذ لا تظهر على الخرائط، وتسبّبت في اختفاء غامض لأكثر من 70 سفينة وطائرة بطواقمها على مر السنوات.
ويظن البعض أنّ حوادث الاختفاء ارتبطت بأسباب خارقة للطبيعة، فيما يصرّ العلماء على وجود سبب منطقي ربما يتعلّق بالمناخ في تلك المنطقة، لكن بعض الألغاز ما زال يحيّرهم بلا إجابة شافية حتّى اليوم.
رحلة تدريب روتينية
أجرت "الرحلة 19" تمريناً روتينياً للملاحة والتدريب القتالي عبر طائرات من طراز "TBM-1Cs"، وكانت المهمّة عبارة عن مزيج من القصف والملاحة، وكان قائد الرحلة هو تشارلز كارول تايلور، الملازم في البحرية الأمريكية صاحب إجمالي نحو ألفين و500 ساعة طيران، معظمها في طائرات من الطراز ذاته، فيما حصل كل من الطيارين المتدرّبين الأربعة على نحو 300 ساعة طيران إجمالية.
وزُوّدت كل الطائرات بالوقود بالكامل، ولم تَكشِف عمليات الفحص الّتي تسبق الرحلة عن وجود أيّ عطل فني، فيما كانت حالة الطقس "ملائمة"، وحالة البحر "معتدلة إلى قاسية"، وانطلقت الرحلة نحو الساعة الثانية و10 دقائق ظهراً بالتوقيت المحلي لولاية فلوريدا.
وكانت المهمّة التدريبية تسير على نحو جيّد، وسمعَت قاعدة العمليات الأساسية وطائرات أخرى محادثات روتينية طبيعية بين الطيارين في المنطقة في أثناء عملية القصف التدريبي، وفي نحو الساعة الثالثة طلب أحد الطيارين إذناً لإلقاء قنبلته الأخيرة، وحصل عليه، وألقى قنبلته بنجاح.

فقدان البوصلة أم لغز خارق؟
وتُشير تسجيلات أجهزة الإرسال والاتّصال بين طواقم الطائرات إلى أنّه بعد نحو ساعة ونصف من إقلاع الطائرات، طلب أحد أفراد الطاقم مجهول الهوية من زميل له يُدعى باورز، قراءة بوصلته، وردّ باورز: "لا أعرف أين نحن، لابد أنّنا ضلّلنا بعد ذلك المنعطف الأخير".
وسألت العمليات الأساسية طائرة قائد الرحلة تشارلز تايلور، عمّا إذا كانت طائرته مجهّزة بجهاز "YG" قياسي، يمكن استخدامه لتثبيت موقع الرحلة، لكن تايلور لم يجب.
وفي الساعة الرابعة و45 دقيقة أخبر تايلور القاعدة قائلاً: "نحن نتّجه إلى 030 درجة لمدّة 45 دقيقة، ثم سنطير شمالاً للتأكّد من أنّنا لسنا فوق خليج المكسيك".
وفي نحو الخامسة نصح تايلور رحلته "بتغيير المسار إلى 090 درجة (شرقاً) لمدّة 10 دقائق"، وفي نفس الوقت تقريباً قال أحد أفراد الطاقم: "اللعنة، إذا كان بإمكاننا الطيران غرباً، فسنعود إلى فلوريدا؛ اتّجه غرباً، اللعنة".
وأدّى هذا الاختلاف في الرأي لاحقاً إلى طرح أسئلة في أثناء سير التحقيقات حول سبب عدم توجُّه الطلاب غرباً بمفردهم، فيما ذهب رأي إلى أنّ هذا يمكن أن يُعزَى إلى الانضباط العسكري.

"سبب غير معروف"
استمرّ التيه إلى أن تدهور الطقس وغربت الشمس، وأصبح الاتّصال اللا سلكي متقطّعاً، وكان يُعتقد أنّ الطائرات الخمس باتت عند هذه النقطة أبعد بنحو 230 ميلاً/370 كيلومتراً في البحر شرقي شبه جزيرة فلوريدا، وأجرى تايلور اتصالاً لاسلكياً أخيراً، مخبراً بالتالي: "سنطير 270 درجة غرباً حتّى نهبط إلى اليابسة أو ينفد الوقود".
وعندما بات فقدان التواصل مع "الرحلة 19" جليّاً، أُبلِغَت القواعد الجوية والطائرات والسفن التجارية بالواقعة، وانطلقت طائرة إنقاذ للبحث عن الرحلة وإرشادهم للعودة إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، لكن تلك الطائرة اختفت أيضاً، ما زاد الأمر دهشةً وغموضاً.
وخلص تقرير من 500 صفحة نُشِرَ بعد بضعة أشهر من الواقعة، صادر عن محققي البحرية الأمريكية، إلى أنّ قائد الرحلة الملازم تيلور أخطأ بعد أن توقّفت بوصلاته عن العمل، مما أدّى إلى توجُّه الرحلة فوق البحر المفتوح بعيداً عن اليابسة، وعدَلَت التقرير في وقت لاحق البحرية ليصبح "السبب غير معروف"، لتجنّب إلقاء اللوم على تايلور، فيما عزا التقرير نفسه فقدان طائرة الإنقاذ إلى انفجار في الجو في أثناء البحث عن "الرحلة 19".
TRT عربي
 

الاعضاء الذين يشاهدون الموضوع (المجموع: 1, الاعضاء: 0,الزوار: 1)

أعلى