‏ذكرى "النكسة" العربية.. ماذا تغير بعد 54 عاماً؟

OSORIS

عضو مميز
إنضم
Jan 26, 2021
المشاركات
1,562
مستوى التفاعل
4,416
الحقيقة في كلامك نقاط كثيرة الرد عليها يستغرق وقت،
عموما الاسلاميين الذين تقول قتلوه
هو من أعطاهم المساحة والحرية للعمل،
طمعا منه في تدمير الناصرية،
ثم وقع في شر أعماله،

الإسلامجية السادات مسؤول عنهم ومعروف دوره في تحريرهم واطلاقهم ودعاياته في وصف نفسه ب"الرئيس المؤمن"

اقتصاد مصر لم يكن بحاجة للمعونات والمساعدات،
كان قائما بذاته ولم يكن أصلا في عهد عبدالناصر
ثقافة الحصول على مساعدات،
كان يتيح المجال لمن يريد المشاركة والدعم
لكنه لم يكن يطلب من أحد شئ،

ومبارك في النهاية رغم أنه أهمل البنية التحتية في مصر وقضى عليها،
الا أنه سياسيا كان أفضل من السادات بمراحل

السادات رجل تكتيكي من الطراز الأول،
لكن استراتيجيا كانت عقليته متواضعه جدا

وهذا اتضح في كل شئ،
بداية من دوره في عهد عبدالناصر،
إلى تصرفاته في حرب أكتوبر التي كادت أن تؤدي إلى خسارة كاملة،
ثم تصفيته للناصرية وكل من يشك في ناصريته،
ثم فتحه وتحريره للإقتصاد في خطوة واحدة مفاجأة
هزّت اقتصاد مصر وأوقعته في الحضيض،
وليس بشكل تدريجي،

أيضا..
تغيير السادات مسمى عائلته من 'الساداتي' إلى 'السادات'
والوثيقة التي تبين ذلك وهو طالب عسكري ونشرها هيكل،
تبين أن الرجل كان غارق في أمور كثيرة فسّرت بعض تصرفاته لاحقا،

عموما..
هناك دراسات كثيرة صدرت في مصر عن تحليل حقبة عبدالناصر والسادات،
وحاليا عن مبارك،

والفرق بين الحقبتين كبير جدا على كافة الاصعدة
هناك حقيقه دائما يغفلها أو يتغافلها التيار الناصري المصري و العربي والتيار اليساري العربي عموما ..وهي أن اختيار عبد الناصر للسادات كنائب له لم يكن اعتباطيا أو لم يكن لان عبد الناصر كان يعتقد فيه أنه مؤمن بمنهجه السياسي والاقتصادي ..بالعكس انور السادات كانت اتجاهاته وميوله واضحه منذ اليوم الأول حتى لعبد الناصر نفسه .... . الرجل كان يميل إلى الغرب وكاره للتعاون مع السوفييت والكتله الشرقية الشيوعية عموما

كأن اختيار عبد الناصر للسادات إقرار منه ضمنيا بفشل تجربته السياسية والاقتصادية و رغبه منه بالانتقام من الاتحاد السوفييتي الذي خدعه وساهم في الكمين المعد له في ٥ يونيو ١٩٦٧ عبر تمرير تأكيدات مضلله عن حشود اسرائيليه عند الجبهه السورية لاخضاعه بعد ذلك و إخضاع مصر نهائيا كسوريا ....عبد الناصر عموما كان نوابه على العكس منه تماما ...زكريا محي الدين مثلا كان نائبه الاول حتى يوم ٩ يونيو ١٩٦٧ وكان معروف عن محي الدين أنه قوميا محافظا يميل للتعاون مع الغرب واحترقت ورقته مع رفض الشعب له كرئيس بدلا عن عبد الناصر


وهذا هو الفرق بين السادات وعبد الناصر....عبد الناصر لا يعترف بتاتا باخطاءه ....بل يجبر على معالجتها راغما ...السادات اعترف بخطاءه الأكبر وهو إفساح المجال المتاسلمين للتصفيه اليساريين والشيوعيين في الحكومه والشارع وأمام الشعب في اخر خطاب له في سبتمبر ١٩٨١

وحسنا فعل السادات بإبعاد كاهن ومستشار الخيبه و الراي البائس محمد حسنين هيكل ...الذي صنع اسطورته هو عبد الناصر ولا احد غيره ...السادات أبعده ليس لأنه ورثه من عبدالناصر بل لأن اكتشف حقيقه هذا الرجل المتلون الوغد المضلل


مبارك رغم أنه كان وطنيا الا انه لم يفتح شيء ابدا ولم يحاول أن يأتي باي تغيير جذري وظل كابوس احداث يناير ١٩٧٧ التي أشعلها الناصريين والشيوعيين ماثلا امامه بل ارتد بعض الشيء عن قرارات السادات الإصلاحية في الثمانيات وعزز من سلطات اليساريين في الحكومه والبرلمان واعطاء رئاسة البرلمان للمرحوم رفعت المحجوب الذي كان ناصريا يساريا فعلا و توجها وعطل عشرات القوانين الإصلاحية تحت شعارات مضلله ...مبارك ترك البلد في حيص بيص سياسيا واقتصاديا ...كان يريد أن يراضي الجميع وأن يحمل التركة لمن بعده اقتصاديا ليقوم بالحل حتى أصبح هذا المسخ غولا كبيرا يدفع جيلنا ثمن تركه يرعى على الخوف وعدم المواجهه ....
 

كاهن حرب

خبراء المنتدى
إنضم
May 21, 2020
المشاركات
1,061
مستوى التفاعل
2,947
هناك حقيقه دائما يغفلها أو يتغافلها التيار الناصري المصري و العربي والتيار اليساري العربي عموما ..وهي أن اختيار عبد الناصر للسادات كنائب له لم يكن اعتباطيا أو لم يكن لان عبد الناصر كان يعتقد فيه أنه مؤمن بمنهجه السياسي والاقتصادي ..بالعكس انور السادات كانت اتجاهاته وميوله واضحه منذ اليوم الأول حتى لعبد الناصر نفسه .... . الرجل كان يميل إلى الغرب وكاره للتعاون مع السوفييت والكتله الشرقية الشيوعية عموما

كأن اختيار عبد الناصر للسادات إقرار منه ضمنيا بفشل تجربته السياسية والاقتصادية و رغبه منه بالانتقام من الاتحاد السوفييتي الذي خدعه وساهم في الكمين المعد له في ٥ يونيو ١٩٦٧ عبر تمرير تأكيدات مضلله عن حشود اسرائيليه عند الجبهه السورية لاخضاعه بعد ذلك و إخضاع مصر نهائيا كسوريا ....عبد الناصر عموما كان نوابه على العكس منه تماما ...زكريا محي الدين مثلا كان نائبه الاول حتى يوم ٩ يونيو ١٩٦٧ وكان معروف عن محي الدين أنه قوميا محافظا يميل للتعاون مع الغرب واحترقت ورقته مع رفض الشعب له كرئيس بدلا عن عبد الناصر


وهذا هو الفرق بين السادات وعبد الناصر....عبد الناصر لا يعترف بتاتا باخطاءه ....بل يجبر على معالجتها راغما ...السادات اعترف بخطاءه الأكبر وهو إفساح المجال المتاسلمين للتصفيه اليساريين والشيوعيين في الحكومه والشارع وأمام الشعب في اخر خطاب له في سبتمبر ١٩٨١

وحسنا فعل السادات بإبعاد كاهن ومستشار الخيبه و الراي البائس محمد حسنين هيكل ...الذي صنع اسطورته هو عبد الناصر ولا احد غيره ...السادات أبعده ليس لأنه ورثه من عبدالناصر بل لأن اكتشف حقيقه هذا الرجل المتلون الوغد المضلل


مبارك رغم أنه كان وطنيا الا انه لم يفتح شيء ابدا ولم يحاول أن يأتي باي تغيير جذري وظل كابوس احداث يناير ١٩٧٧ التي أشعلها الناصريين والشيوعيين ماثلا امامه بل ارتد بعض الشيء عن قرارات السادات الإصلاحية في الثمانيات وعزز من سلطات اليساريين في الحكومه والبرلمان واعطاء رئاسة البرلمان للمرحوم رفعت المحجوب الذي كان ناصريا يساريا فعلا و توجها وعطل عشرات القوانين الإصلاحية تحت شعارات مضلله ...مبارك ترك البلد في حيص بيص سياسيا واقتصاديا ...كان يريد أن يراضي الجميع وأن يحمل التركة لمن بعده اقتصاديا ليقوم بالحل حتى أصبح هذا المسخ غولا كبيرا يدفع جيلنا ثمن تركه يرعى على الخوف وعدم المواجهه ....
بالنسبة أن عبدالنلصر اختار السادات لأنه يئس من جدوى منهجه،
هذا غير صحيح

لأن السادات في كتبه التي ألفها قبل الرئاسة كان على خط عبدالناصر تماما،
ولم يظهر خلاف هذا الا بعد توليه للسلطة،

لو أنك قرات كتابه "ياولدي هذا عمك جمال"
لعرفت تمام المعرفه أن وجهة نظرك هذه خاطئة،

وعبدالناصر يارجل أكثر رئيس اعترف بأخطائه علنا في خطاباته،
واستقال بعد 67
واعترف علنا أنه هو المسؤول أولا واخيرا،

رغم أن نسؤوليته كانت جزئيه وليست كلية
 

Power is law

طالب علم
عضو مميز
إنضم
Jul 11, 2020
المشاركات
612
مستوى التفاعل
860
يبدو لي ان فترة عبد الناصر حملت فور انتهائها الكثير من اختلافات الراي والتشويه المتعمد حولها...
حينما اقرا لكاهن حرب اشعر انه تم تشويه عبد الناصر عمدا ...
 

OSORIS

عضو مميز
إنضم
Jan 26, 2021
المشاركات
1,562
مستوى التفاعل
4,416
جمال عبد الناصر و5 دروس من نكسة يونيو لم نتعلمها حتى اليوم





يصعب أن تجد حدثًا واحدًا في تاريخ مصر الحديث – وربما في المنطقة العربية ككل – يعادل في تأثيره نكسة يونيو 1967 أمام اسرائيل، بكل ما نتج عن ذلك من أضرار وشروخ لا تزال أصداؤها مستمرة حتى اليوم.
ويظل المؤسف أكثر من هذه الهزيمة النكراء، أننا لم نتعلم منها شيئا يُذكر. دفعنا فقط فاتورة الدرس دون أن نهتم بتحصيل الدرس نفسه. بل وتفنن البعض لعقود وعقود في تزييف واستخلاص دروس معاكسة.


5 دروس تحديدا يجب استخلاصها من هزيمة 1967 ولازلنا نتجاهلها:

1- عداء الغرب كمنهج حياة ثابت خطأ

يسهل فهم أسباب هذا العداء في الخمسينيات، عندما كانت مصر وأغلب الدول العربية لا تزال في طور التحرر من الاحتلال الأجنبي. لكن الاستمرار على هذا النهج في العقد التالي رغم تغير السياسات الأوروبية مع دول المنطقة، والاصرار على التحالف مع معسكر الخصوم (الاتحاد السوفيتي) كانا ضمن أسباب الهزيمة.
هذا العداء المستمر للغرب، هو السبب أيضا أننا لازلنا حتى اليوم أكثر مجتمعات مهووسة بنظريات المؤامرة، وأكثر مجتمعات ترفض أى تطور فكري أو اجتماعي، جعل الغرب على ما هو عليه الآن.


تكرر صفحات السوشيال ميديا العربية دوما مقولة ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا: في السياسة لا يوجد عدو دائم، ولا صديق دائم، ولكن توجد مصالح دائمة.
لكنها مقولة لم نتعامل معها أبدا بمعنى (إنهاء العداء)، بقدر ما تعاملنا بها بمنطق (إدارة العداء). في المقابل نظرة بسيطة للعالم حولنا تخبرنا بعشرات الحالات المعاكسة عمليا.

الولايات المتحدة الأمريكية التي هزمت ألمانيا واليابان وباقي دول المحور، في الحرب العالمية الثانية، أصبحت لاحقا أهم حليف لهم، والمحرك والسوق الاستهلاكي الأكبر لنهضتهم الاقتصادية.

ودول أوروبا التي شهدت صراعات دموية بين بعضها، وضحايا بالملايين في نفس الحرب، اندمجت لاحقا تحت منظومة إدارية واقتصادية موحدة اسمها الاتحاد الأوروبي.

في المقابل لازلنا نحيا بمنطق الكراهية وبنظرية (نحن – هم). ولازال العادي أن ندعو على الغرب بالخراب والهلاك كل جمعة، ثم نتهم من يتحدث عن هذا العداء في الإعلام الغربي، باعتباره عنصريا وغدا مصابا بالإسلاموفوبيا!



2- الشعارات والخطب ليست معيار للكفاءة

لسنوات وسنوات ظل عبد الناصر يردد في خطب شبه يومية، شعاراته ووعوده عن النصر القادم المؤكد، الذي سينهي اسرائيل. ولم تكن نكسة يونيو في الحقيقة الا حرب أشعل هو فتيلها بنفسه في الأسابيع السابقة، بتصعيدات وقرارات أخذها بثقة كان أهمها اغلاق الملاحة البحرية أمام اسرائيل.
هذا الداء انتقل للمجتمع المصري نفسه، ولمجتمعات أخرى تأثرت بعبد الناصر، وعلى رأسها المجتمع السوري. وخلال الأعوام السابقة على النكسة، انتفخت الذات القومية والعروبية، وانتشر جنون العظمة الجماعي.

عبد الناصر قبل النكسة بأيام: جاهزون تماما لمحاربة اسرائيل



Play Video
.


3- تأليه الزعماء كارثة

تأليه عبد الناصر وسط الشعب المصري وغيره من الشعوب العربية، وتصنيفه كالداهية المحنك القادر على انهاء إسرائيل، كانا سببا في وصولنا للنكسة. وما حدث بعد ذلك لا يقل غرابة.
في مجتمعات تخضع للمنطق بدلا من العواطف، ستصبح هزيمة 1967 سببا كافيا لاستبعاد عبد الناصر من الحكم فورا، مع مطالب شعبية موسعة بمحاكمته.
لكن في مجتمعاتنا العاطفية، لم تكن هذه الهزيمة كافية لاستبعاده، أو حتى لاعادة تقييم كفاءته بمنطلق عقلاني. ولازلنا نحيا حتى اليوم وسط ملايين تعتبر الراحل أفضل وأذكى وأنبغ الزعماء والقادة العرب.
%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A9-9.jpg

يمكنك طبعا أن تمد الخط لغيره. لاحظ مثلا الى أى مدى يحظى صدام حسين، بتأييد واحترام الملايين في المنطقة حتى اليوم، وهو الرجل الذي ورط بلده (العراق)، في حروب خاسرة استنزفت كل خيراتها، وأضرت بكل جيرانه.

ويمكنك أيضا أن تمد الخط في الاتجاه المعاكس، وستلاحظ أن الرئيس المصري السادات وهو صاحب انتصار أكتوبر الذي أعاد سيناء، وصاحب مبادرة السلام أيضا، لا يزال موضع تخوين واتهامات بالعمالة. وهو نفس ما تعرض له مبارك بعده.

4- إعلام يحترم الفشل ومناهج تعليم تبرره
ساهم الإعلام المصري في تغييب الوعى العام، وتلميع عبد الناصر ونظامه في سنوات ما قبل النكسة. وخلق حالة الثقة الكاذبة، التي تحطمت مع إعلان النتيجة الحقيقية للحرب، بعد أيام من البيانات الزائفة، التي أكدت أن الجيش المصري على وشك احتلال تل أبيب.
ولأن الداء متأصل، استمر التزييف الإعلامي بعد ذلك لعقود وعقود، ومعه مناهج التلقين في المدارس، وأصبح الوصف الرسمي المعتمد دراسيا للهزيمة هو “العدوان الإسرائيلي الغادر”.


هذا نفس الاعلام الذي ظل ينشر قبل النكسة ولأسابيع في الجرائد القومية، عناوين مباشرة من نوعية (الحرب على الأبواب – متى نوجه الضربة الأولى – عبد الناصر يجتمع بقادة الجيش.. الخ).
%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A9-6.jpg

بتاريخ 3 يونيو – قبل النكسة بيومين فقط
مهدنا للحرب وأشعل فتيلها قادتنا بأنفسهم، ثم حرصنا على تلقين الأجيال التالية، أكذوبة أننا تعرضنا للغدر! ولازلنا حتى اليوم نلقن أولادنا نفس الأوهام والأساطير، لكى يصبحوا نسخة أخرى من الأجيال التي عاصرت النكسة، ولم تتعلم شيئا منها.
باختصار: لازلنا حريصين على قتل أى بذرة للعقل النقدي في الأجيال القادمة.


حالة تزييف الوعى الممنهجة بخصوص عبد الناصر، تمتد للاقتصاد أيضًا، مع أساطير يرددها أنصاره حتى اليوم عن قوة الاقتصاد المصري في عهده. والحقيقة أن الاقتصاد المصري وصل لأوضاع متأزمة بحلول أوائل الستينيات.
زكريا محيي الدين الذي تولى منصب رئاسة الوزراء عام 1965 وضع أمام عبد الناصر حينها تقريرًا أمينًا عن انهيار قطاعات اقتصادية بسبب التأميم، وأضرار المشروعات القومية غير المجدية، والدعم غير المبرر لشركات القطاع العام الخاسرة، وغيرها من الكوارث الذي بدأ بها ناصر عهده الاشتراكي، وتفاقمت نتائجها في الستينيات.


%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%B3%D8%A9-8.jpg

23 مايو 1967 – قرار ناصر الذي جعل الحرب حتمية


5- التأثر بالغيبيات باب كل فشل

لعبت الدوافع الدينية دورا مهما، في تأسيس حالة العداء أولا، وخلق حالة النشوة والثقة المؤكدة بالنصر ثانيا. ومهما حاولنا نفى تأثير تقسيمة (مسلمون ضد يهود – خير ضد شر – ملائكة ضد شياطين) على منظور مجتمعاتنا للصراع العربي الإسرائيلي، تظل هذه التقسيمة هى العامل المهيمن السائد فكريا.
الوعى المتأثر بهذه الغيبيات والتقسيمات في قراراته، لا يجر المجتمعات فقط لعداوات وهزائم مثل 1967 بل يجرها أيضا لابتلاع أوهام أخرى في كافة المجالات.


لاحظ مثلا كيف احتفظت النظريات الاشتراكية بشعبيتها في مصر وباقي الشعوب العربية، رغم أنها نظريات لم تحقق أى نجاح عمليا، لا في منطقتنا ولا في غيرها.
لكن الواقع العملي لا يهم. المهم أن الاشتراكية ناجحة في الكتب والمقالات والندوات. وأنها تمثل الخير المطلق، أمام شر مطلق اسمه الرأسمالية. المهم دائما وأبدا هو ما تخبرنا به الغيبيات، على اختلاف وتعدد أشكالها وأنواعها ومصادرها.


لا عجب على ضوء كل ما سبق بخصوص الوعى العام، الذي استبعد كل هذه الدروس، أن مجتمعاتنا لا تزال عاجزة عن الانتقال لقطار النجاح. وأن الفاصل بينها وبين النكسات قد يكون ببساطة مجرد قرار جديد واحد، يصدر من قائد يملك نفس الوعى ويفكر بنفس الطريقة، ويعتبر ناصر القدوة وفخر العروبة.
 

OSORIS

عضو مميز
إنضم
Jan 26, 2021
المشاركات
1,562
مستوى التفاعل
4,416
تقرير سري| كيف اعترف جمال عبد الناصر بفشل الاشتراكية في خطاب التنحي!!



في خطاب التنحي الماكر الذي صاغه محمد حسنين هيكل بطريقة تصور جمال عبد الناصر كضحية مستعدة لتحمل المسؤولية من باب “الجدعنة”، لم يقرر “ناصر” فقط التخلي عن الحكم، لكنه اختار زكريا محيي الدين من بين كل رجال السلطة ليحل مكانه.

الخيار كان صادمًا للجميع، حتى لمحيي الدين نفسه، وقد جاء في وقتٍ اتُفق فيه بالفعل على بدائل – شمس بدران ومن يعينهم – تحافظ على توازن مراكز القوى بعد الرحيل المنتظر لعامر وناصر.

بعد ذكره اسم زكريا محيي الدين في الخطاب، يذكر ناصر سريعًا الآتي:



إننى بذلك لا أصفى الثورة، لكن الثورة ليست حكرًا على جيل واحد من الثوار. وإنى لأعتز بإسهام هذا الجيل






ألغاز الخطاب


من صياغة الخطاب تظهر ثلاثة ألغاز:
أولًا: لماذا غير الخطاب وحده دون علم أحد ليذكر اسم زكريا محيي الدين دون اتفاق؟

ثانيًا: لماذا احتاج ناصر أن يؤكد أن اختيار زكريا محيي الدين ليس تصفيةً للثورة، وكأن زكريا محيي الدين (الذي وضع خطة الانتشار والسيطرة ليلة 23 يوليو) ليس من صانعيها، وأن اختياره قد يحمل نهايتها؟

ثالثًا: ما علاقة كل ذلك أصلًا بالهزيمة العسكرية؟

يقول هيكل (الانفجار، ص840 – 845) حول لقائه بناصر لصياغة الخطاب أن الأخير برر المفاجأة بقوة وذكاء زكريا محيي الدين. أما ما نسيه هيكل – أو تناساه – أن جمال عبد الناصر كان ينظر لرؤية زكريا محيي الدين كبديل مقبول في الغرب.


كان معروفًا عن زكريا محيي الدين النجاح والحزم؛ فهو من أنشأ جهاز المخابرات العامة المصرية (وأشرف على تجنيد وإرسال رفعت الجمال) ثم تولى ملف الإخوان بعد حادث المنشية وقضى عليهم (حتى تصدر من يكرهونهم). وكلما سقطت مؤسسة، وكل جمال عبد الناصر زكريا محيي الدين بإنقاذها، حتى تولى رئاسة الوزارة سنة 1965 بعد انهيار الاقتصاد وشبه انعدام العملة الصعبة.





نقيض ناصر
رؤية الغرب تظهر في تقرير سري للمخابرات الأمريكية بعد تولي زكريا محيي الدين المنصب بأربعة أشهر.. فقد كان “رجلًا من قماشة مختلفة بسجل ناجح ورؤية ثاقبة”.

وضع محيي الدين أمام جمال عبد الناصر حينها تقريرًا أمينًا (نشرته المخابرات في الوثيقة المذكورة) عن انهيار قطاعات الاقتصاد بسبب التأميم، والمشروعات القومية غير الاقتصادية، والدعم غير المبرر لشركات القطاع العام الخاسرة، والانفجار السكاني، والتجريف الديمغرافي للمدن الكبرى (ما أسماه التضخم الريفي – Peasantry’s Overpopulation)، والعمالة الفائضة عن الحاجة وغير المنتجة فعليًا، والتي استهدفها باقتراح وصفه تقرير المخابرات بأنه “ثوري”: إجبار العامل على إنهاء ما أوكل له من مهام خلال ساعات العمل، أو البقاء في المكتب حتى إنهائه أو فصله.

يضيف التقرير أن زكريا محيي الدين كان يرى أن نجاح سياسات تحديد النسل أو رفع كفاءة الفرد مرتبط بمواجهة منظومة التفكير الريفية التي ترى مثلًا أن كثرة الإنجاب لها فوائد اقتصادية. هذا بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات عديدة للفصل بين السلطات، وكبح البيروقراطية، وخلق بدائل واقعية للعيوب المذكورة سابقًا.

وثيقة تقرير المخابرات الأمريكية .. اضغط هنا:
خبراء الاقتصاد الأمريكيون الذين استشارتهم المخابرات وصفوا أفكار زكريا محيي الدين بالواقعية جدًا، واعتبروا أن قبول جمال عبد الناصر لها يعني انفتاح مصر على الاستثمار الأجنبي الذي سيدخل من باب موافقة البنك الدولي على تمويل الدولة لتحقيق خططه. هذا ما اعتبره التقرير عبورًا من وهم “الاشتراكية العربية Arab Socialism” إلى الواقع “Economic Realism”.


كان زكريا محيي الدين إذن “نداء الضمير الذي كان جمال عبد الناصر يدرك صحته جيدًا، لكنه لم يرد أن يستجيب له وسط صراخ الاشتراكيين، وعلى رأسهم علي صبري الذي كان سببًا في الانهيار الاقتصادي.

هزيمة الاشتراكية


قبل الهزيمة بشهور، رفض عبد الناصر تمامًا تنفيذ خطة زكريا محيي الدين خشية من انهيار إرث الاشتراكية. لكن جلسة مصالحة مع النفس على ما يبدو في مساء الثامن من يونيو 1967، أفضت إلى اختيار الرجل نفسه في ضوء ما سبق.


هنا تظهر الإجابة على الأسئلة الثلاثة السابقة. اختيار زكريا محيي الدين حمل إقرارًا من عبد الناصر بمسئولية السياسات التي أدت لانهيار الدولة وما أفضت إليه من هزيمة. تلك السياسات التي لم يؤمن بها محيي الدين، فكان البديل المنطقي لها.

كان إقرارًا بهزيمة الاشتراكية والثورة، حتى وإن كان بديلهما من مجلس قيادتها نفسه، لكنه كان بديلًا لا لشخص جمال عبد الناصر فقط، بل كل ما كان يمثله هو ومجموعته.

تنحي زكريا محيي الدين الكامل عن السياسة بعد واقعة “موت” عبد الحكيم عامر لم تترك لناصر بديلًا إلا محمد أنور السادات الذي يبدو أنه كان ينتمي لمدرسة محيي الدين الواقعية، إلا أنه كان أوفر حظًا لأنه لم يكن “كارتًا محروقًا” فلم تكن توجهاته معروفة، وبالتالي فالضربة التي وجهها لحملة الفكر الاشتراكي في قرارات مايو 1971 المفاجئة، كانت إعلانًا بالتخلص من إرث الوهم، والاستعداد للواقعية السياسية التي أفضت إلى انتصار عسكري محدد المعالم، يأتي كجزء من عملية إصلاح سياسي واقتصادي شامل، استمر حتى اغتياله.
من هنا، فإن عبور أكتوبر حمل بين مكاسبه شرعنة لما حاول جمال عبد الناصر أن يفعله في لحظة صادقة مع النفس باختيار مدرسة زكريا محيي الدين.
 
  • اعجاب
التفاعلات: SPQR

عزازيل

the red general
عضو مميز
إنضم
Jul 12, 2020
المشاركات
717
مستوى التفاعل
1,241
أخونا الفاضل يفكر أن مشروع استعادة سيناء تم خلال فترة الثلاث سنوات التي حكم فيها السادات قبل حرب 73،
بينما الإعداد تم من ثاني يوم بعد النكسة،

والهزيمة العسكرية في 67 عبدالناصر بثباته في الملف السياسي والإقتصادي والأمني والمخابراتي والإجتماعي،
ثم اطلاقه لحرب الاستنزاف لاحقا
كل ذلك حصر نكسة 67 في نصر تكتيكي للصهاينة وليس استراتيجي،

لكن السادات انتصر في 73 ،
ثم تراجع بمصر استراتيجيا على كل النواحي بعد ذلك
اعداء عبد الناصر هم من يملكون المال و النفوذ و الاعلام و حتي الدين , لذلك هم لا يتوانون في سب و شتيمة عبدالناصر , افكار مثل التحرر الوطني و استقلالية القرار و المبادئ العليا للانسان العربي غير موجودة , افكار شيطانية بالنسبة لهم.
اخونا الفاضل ايه يا كاهن , دي عقول ضيقة و هوي نفوسهم بتلعب بيهم لعب , لا عمرهم بحثوا او قرأوا حتي مجال تفكيرهم محصور تحت وجهات نظر ناس تانية بتسوقهم , من كثر استهزائهم و سخريتهم علي الناس ابتلاهم ربنا بما كانوا يسخرون منه , قطيع زي الاخوان بالظبط.

حبيبي يا كاهن.
 

ANGMAR

مشرف عام
طاقم الإدارة
مشرف عام
إنضم
Jan 18, 2021
المشاركات
1,431
مستوى التفاعل
2,324
الشعبوية وتاليه الانظمة الحاكمة لا تؤدي الا الى تلك الهزائم المخزية
يجب ان يشعر النظام الحاكم دائما انه تحت الرقابة الشعبية الدائمة المتمثلة في مجلس نيابي محترم منتخب انتخاب حقيقي + منظومة قضائية مستقلة جاهزة لتأديب اي فاسد
فاكر كويس مشهد مستفز من فيلم بيقولو اي خطة الانسحاب قاله قولتلهم ينسحبو
 

عزازيل

the red general
عضو مميز
إنضم
Jul 12, 2020
المشاركات
717
مستوى التفاعل
1,241
الشعبوية وتاليه الانظمة الحاكمة لا تؤدي الا الى تلك الهزائم المخزية
يجب ان يشعر النظام الحاكم دائما انه تحت الرقابة الشعبية الدائمة المتمثلة في مجلس نيابي محترم منتخب انتخاب حقيقي + منظومة قضائية مستقلة جاهزة لتأديب اي فاسد
فاكر كويس مشهد مستفز من فيلم بيقولو اي خطة الانسحاب قاله قولتلهم ينسحبو
لم تخرج مظاهرات لاجل اقرار الديموقراطية و اليات الحكم الرشيد , لم يطلب احد من عبدالناصر هذا , عبدالناصر جاء بانقلاب علي الملك (الاسرة العلوية حكمت لما يقارب 150 سنة و لها رجالتها في الجيش و الاقتصاد و كل حتة) , فالطبيعي ان يختار أشخاص ذو ولاء و ثقة في اهم مراكز الحكم و عي راسها الجيش بالتاكيد , كان الجيش وسيلة ناصر للوصول للحكم و اعتقد انك عندما تطلب منه تعيين شخص اخر كقائد للجيش كأنك تريد ان تخلعه هو نفسه ,

عالمنا ليس العالم المثالي و علينا الا نتوقع حدوث شيئ لم نطلبه اصلا , لا ادافع عن عبدالناصر , فاخطائه لا يمكن انكارها لكن من الممكن تفهمها في سياق الظروف المعاصرة لها و ليس القياس علي ظروفنا الحالية.
فل يا انجمار.
 

ANGMAR

مشرف عام
طاقم الإدارة
مشرف عام
إنضم
Jan 18, 2021
المشاركات
1,431
مستوى التفاعل
2,324
لم تخرج مظاهرات لاجل اقرار الديموقراطية و اليات الحكم الرشيد , لم يطلب احد من عبدالناصر هذا , عبدالناصر جاء بانقلاب علي الملك (الاسرة العلوية حكمت لما يقارب 150 سنة و لها رجالتها في الجيش و الاقتصاد و كل حتة) , فالطبيعي ان يختار أشخاص ذو ولاء و ثقة في اهم مراكز الحكم و عي راسها الجيش بالتاكيد , كان الجيش وسيلة ناصر للوصول للحكم و اعتقد انك عندما تطلب منه تعيين شخص اخر كقائد للجيش كأنك تريد ان تخلعه هو نفسه ,

عالمنا ليس العالم المثالي و علينا الا نتوقع حدوث شيئ لم نطلبه اصلا , لا ادافع عن عبدالناصر , فاخطائه لا يمكن انكارها لكن من الممكن تفهمها في سياق الظروف المعاصرة لها و ليس القياس علي ظروفنا الحالية.
فل يا انجمار.
معاك جزئيا لكن المشكلة تكمن في رجال الثقة انا معاك انهم بيكونو مطلوبين في مرحلة معينة لكن وجودهم الدائم بيكون مقدمة للفساد
 

عزازيل

the red general
عضو مميز
إنضم
Jul 12, 2020
المشاركات
717
مستوى التفاعل
1,241
معاك جزئيا لكن المشكلة تكمن في رجال الثقة انا معاك انهم بيكونو مطلوبين في مرحلة معينة لكن وجودهم الدائم بيكون مقدمة للفساد
عبدالحكيم عامر بصلاحياته الواسعة (نتيجة الثقة) اتحول مع الوقت الي اخطبوط تمتد اذرعه في الجيش و الانشطة المدنية مثل النقل العام و الكرة و الفن , تحول الي منافس يملك بعض الفرص الدعائية بالاضافة الي الكثير من الفرص الحربية بطبيعة الحال , عند هذه النقطة بالتحديد هناك افعال لا يجب ان تفعلها لانها اقرب الي القمار منها الي الحكمة , حاول في ازمة العدوان الثلاثي في شخص صدقي قائد القوات الجوية (الذي حاول ناصر عزله) لكن عامر استمات في الدفاع عنه , ثم حاول ناصر ان يبعده بعد ازمة الانفصال مع سوريا لكنها فشلت ايضا , اتخذ الصراع الخفي مسارا اخرا حيث قام ناصر بترقيته الي منصب القائد العام و اضاف منصب جديد هو منصب منصب وزير الدفاع (شمس بدران) تحت ادارة عامر علي امل احداث صدع بينه و بين الجيش لكن بدران (كان الراجل بتاع عبدالحكيم).
في الحقيقة لم تكن الفرصة مواتية الا بعد النكسة و لقد استغلها ناصر تماما كما تبدو الاحداث , مقتل او مصرع عامر كان نهاية هذا الصراع.
*ميكافيللي استايل.
 

الاعضاء الذين يشاهدون الموضوع (المجموع: 2, الاعضاء: 0,الزوار: 2)

أعلى