قراءة لجيش المستقبل وفق المتغيرات التقنية والعلاقات الدولية

echo11

الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
May 4, 2020
المشاركات
7,093
مستوى التفاعل
7,337
الأخبار
2020-12-13
قراءة لجيش المستقبل وفق المتغيرات التقنية والعلاقات الدولية
3bdaec14aba597fb639b603138993138.jpg




إستراتيجية التطوير و التحديث التي تضعها الدول لبناء جيوشها وفق أحدث التقنيات المتطورة والمتجددة بإستمرار تهدف في المقام الأول إلي تأمين كيان الدولة ضد الأخطار التي تهدد بقائها من أي إعتداءات خارجية مع القدرة على مجابهة وصد أي عمليات عسكرية تستهدف الأهداف الحيوية بالدولة سواء كانت مدنية أم عسكرية.

بقلم: اللواء الركن (م) / خالد محمد عابدين
يعني مفهوم جيش المستقبل بأنه ذلك الجيش الذي يسعى لإستحواذ وملاحقة أي طفرات تقنية تحدث في المجال العسكري تنظيماً وعتاداً ومعدات حرب مع إستدامة الرغبة لدى المخطط الإستراتيجي في تملك تلك الوسائل والآليات بشكل مستمر وفق إمكانياته وقدراته السياسية والإقتصادية والتقنية.

إن تغيرات وتقلبات البيئة الإستراتيجية فرضت لدى الدول تحديات ومهددات متسارعة تتطلب ضرورة التخطيط لمواجهتها وتوقع حروب المستقبل ، وبالتالي يظل الرهان قائماً على كيفية إستشراف جيش المستقبل وفق تلك التطورات التقنية العسكرية الحديثة المصاحبة لتبدلات وتقلب البيئة الإستراتيجية للتمكن من قراءة حرب المستقبل وجيوشها.

طبيعة حرب المستقبل
الحرب المستقبلية التي سيشهدها العالم ستكون أشد ضراوة وأكثر تدميراً من ذي قبل ، وذلك نظراً للقوة التدميرية الهائلة للأسلحة الحديثة ذات التقنيات العالية المتطورة ، كما أن المعارك فيها سوف لن تدار بتلك الطريقة التقليدية ذات النمط الثابت والإيقاع البطئ ، بل ستكون أكثر سرعة وأشد فتكاً وأقصر مدة.
قد تأخذ هذه الحرب أشكالاً متعددة مثل الحروب النووية أو حروب تقليدية شاملة ، أو حروب نووية تقليدية على مسرح عمليات معين ، ولكن الحروب الأكثر إحتمالاً هي الحروب المحلية والنزاعات الإقليمية.

تصنيف الحروب المستقبلية من وجهة النظر الأمريكية والروسية
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية عدة تصورات للحروب المستقبلية وصنفتها تحت ثلاثة أنواع هي:
أ. النزاعات عالية الشدة (High Intensity Conflicts)
، وتشمل هذه النزاعات الحروب التي تستخدم فيها الأسلحة النووية، والحروب بالأسلحة والوسائط التقليدية والنووية على مسرح حرب معين.
ب. النزاعات متوسطة الشدة (Medium Intensity Conflicts) ، وهي حروب ترمي إلى أهداف محددة.
ج. النزاعات منخفضة الشدة (Low Intensity Conflicts) ، وهي تمثل باقي الصدامات العسكرية المحتملة ، والتي يمكن أن تتمثل في حروب الإنفصال ، العنف العرقي والديني ، الإنقلابات ، والخلافات الحدودية.

أما روسيا فقد قسمت الحروب المستقبلية على النحو التالي:
من حيث مستوياتها وأبعادها إلي حرب على مسرح معين ، كلية ، ونزاعات عسكرية.
من حيث وسائط الصراع المسلح المستخدمة فيها كل حرب قد تكون (عدا النزاعات) نووية ، أو غير نووية لا تستخدم فيها إلا الأسلحة التقليدية.
من حيث الأهداف السياسية وشرعيتها القانونية الدولية إلي حروب عادلة ، حروب غير عادلة ، حروب عدوانية ، وحروب دفاعية ترمي إلي حماية الوطن والدفاع عنه.

إفرازات النزاعات الداخلية
ستفرض الصراعات والنزاعات الداخلية تهديداً واضحاً للإستقرار في العالم ، وسوف تكون الصراعات بين الدول أقل إنتشاراً ، وبالتالي إن إنتشار الصراعات الداخلية وما يتبعها من تدفقات اللاجئين والنازحين ستحرك الدول المجاورة والمجتمع الدولي لمناطق الصراع مما يعقد الموقف.
غالباً ما تنفجر هذه الصراعات نتيجة لوجود مظالم دينية وعرقية فضلاً عن عوامل التنمية غير المتوازنة ، وفي كثير من الحالات تفشل الدول التي تنفجر فيها هذه الصراعات والنزاعات في إدارتها سياسياً وعسكرياً وأمنياً مما يجعل الدول الغربية والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني الدولية تمارس ضغوطاً من أجل التدخل العسكري الخارجي تحت عدة مسميات مثل الإنسانية وحماية الأقليات والاضطهاد الديني والعرقي.... إلخ.

سمات الحرب المستقبلية
إن الحرب القادمة قد تأخذ أشكالاً وأبعاداً جديدة مختلفة عما كانت عليه في السابق ، بل أن ملامح الحرب المستقبلية يمكن أن نتلمسها ونقرأها من خلال الآتي:
تطويع آليات السياسة لخدمة قرار الحرب. مثل ما حدث في العراق ، فلقد أتخذ قرار الحرب أولاً ثم بعد ذلك صيغت المبررات السياسية مثل أسلحة الدمار الشامل ، وينتج عن ذلك محدودية وقت الإنذار ، وبالتالي تكون فترة الإستنفار والتعبئة ضيقة بالنسبة للدولة المدافعة أو المستهدفة التي يتم إعلان الحرب عليها أو مفاجأتها بالهجوم ، وهذا حتماً يتطلب قوات مسلحة ذات جاهزية قتالية عالية وإستعداد قتالي دائم ونظام تعبئة وتجهيزات حديثة.

تطبيق إستراتيجية الإقتراب غير المباشر. عند الحديث عن التغيرات التي حدثت في طبيعة الصراع المسلح نجد ان نسبة الأعمال غير المباشرة في ازدياد مستمر، وقد تتجلي الأعمال غير المباشرة في بذل الجهود السياسية قبل كل شيئ لدرء خطر الحرب والنزاعات العسكرية (الدبلوماسية خط الدفاع الأول لدرء الحرب). إن إستراتيجية الإقتراب غير المباشر للحرب تشمل العقوبات الإقتصادية ، الحصار الجوي والبري لخطوط المواصلات ، حظر إستيراد الأسلحة والمواد الإستراتيجية الصناعية ، والسيطرة على تصدير السلع والمواد الإستراتيجية مثل النفط.

قصر مدة الصراع. سيقاس عمر حروب المستقبل أو جولات الصراع المسلح بالأيام والأسابيع ، حيث تنتهي العمليات الحربية سريعاً مع إمكانية توالي عدد من الإشتباكات المحدودة داخل الصراع منخفض الشدة ، وهذا يتطلب قوات مسلحة ذات كفاءة وإستعداد قتاليين عاليين حتى تحقق الأهداف السياسية في أقصر مدة زمنية قبل تدخل عوامل اخرى ، وتفرض الأمر الواقع وتساعد السلطة السياسية في طاولة المفاوضات.

إستخدام الفضاء كبعد رابع
أصبح الفضاء يمثل البعد الرابع للحرب في القرن الحادي والعشرين ، كما كان الجو هو البعد الثالث في القرن العشرين ، والفضاء لم يعد مجرد مجال لعبور السفن الفضائية والصواريخ الباليستية حكراً على الدول الكبرى التي تمتلك هذه الوسائط ، وإنما أصبح مجالاً رحباً لجلب المعلومات ، وحرب المستقبل هي في الأساس حرب معلومات ، ولهذا يجب الإهتمام بتقنية المعلومات (Information Technology).

الإعتماد على الأتمتة والحوسبة
تتميز الحرب الحديثة بسلسلة متصلة من الأفعال وردود الأفعال السريعة ذات التـأثيرات الحاسمة بالنسبة لعامل الوقت والمكان ، الأمر الذي فرض تطويرأعمال القيادة لتصبح صراعاً مع الزمن يحكمه بالدرجة الاولي السرعة والحسم في اتخاذ القيادة للقرارات الصائبة لملاحقة التغيرات الحادة في المواقف التي تتعرض لها القوات ، وينتج عن ذلك تركيز الدول على نظم التحكم الاوتوماتيكي والسيطرة الآلية والتشفير لرصد وتحديد المكان الكوني.

الخسائر البشرية
نتيجة لتطور وسائل التدمير والتأثير الناري الاكثر قوة وفتكاً ، أصبح طابع الحرب المستقبلية أكثر فظاعةً ودمويةً وبربرية ، ولذلك لابد من الإستعداد لهذه الخسائر وسط القوات والمدنيين على حد سواء ، وذلك بإتخاذ التدابير اللازمة لذلك.

الحرب الإلكترونية
من أبرز التطورات التي تشهدها المعارك في الوقت الحاضر هو إستخدام التجهيزات والمعدات الإلكترونية على نطاق واسع في معظم نظم التسليح والتجهيز والقيادة والسيطرة ، فالسيل الجارف من تدفق المعلومات يجعل القائد وهيئة ركنه عاجزين من التعامل معها بطريقة تقليدية ، ما لم تكن هنالك وسيلة مساعدة قادرة على ذلك.

الطابع الجو/أرض للعمليات
يتعاظم دور العمليات الجوية الأرضية (Air Land Operations) في الحروب الحديثة ولا سيما بداية الحرب ، ويعود السبب في ذلك الي الزيادة المضطردة في إمكانيات الطيران الهائلة ، ولذلك لابد من التركيز على هذا الطابع فكرياً ومادياً.

الحرب النفسية والإعلامية
إن الإنفجار المعلوماتي الكبير الذي يشهده العالم اليوم زاد من أهمية الحرب النفسية والاعلامية ، وأصبحت تؤثر تأثيراً كبيراً سلباً أو إيجاباً على مسار العمليات العسكرية.

جيش المستقبل
إن إعداد جيوش المستقبل وفق رؤية صائبة وسمات الحرب المستقبلية تتطلب بذل جهد دؤوب من قبل المخطط الإستراتيجي الوطني والعسكري لتحديث القوات والمعدات والفكر العسكري للتكيف مع تغير ظروف المناخ الأمني العالمي.

جيش المستقبل يجب أن يُبني على قوة شاملة صغيرة لديها ما يكفي من الأفراد والمعدات لهزيمة قوات معادية تقليدية ضخمة (نظرية الجيش الذكي الصغير) Small Smart Army ، ويتمثل ذلك على النحو التالي:
أ. إختيار وإعداد الأفراد المؤهلين للتعامل مع التقنية العالية والمتطورة.
ب. التفوق المعلوماتي.
ج. المناورة المهيمنة.
د. الإشتباك الدقيق.
هـ. الحماية كاملة الأبعاد.
و. النقليات اللوجستية المركزة.
ز. نظام إستخبارات ميداني وعلى مستوى عالمي.
ح. إتصالات وحرب إلكترونية كفؤة.
ط. تبني مفاهيم جديدة في التنظيم للقوات المسلحة تستند على قوات خفيفة وأصغر حجماً، مرنة ، خفة حركة مع قوة نيران فاعلة ، أي بمعني آخر الإعتماد على النوع لا الكم.
ي. وحدات إسناد وخدمات قتالية.
ك. لياقة بدنية وذهنية عالية للقادة والافراد.

الخاتمة
لبناء جيش حديث يواكب التغيرات المتسارعة تقنياً لابد من الإهتمام بالنوعية والبنيات الأساسية والتنظيمية مع وضع إستراتيجية عسكرية واضحة المعالم توجه عمل القوات المسلحة وفقاً للمتغيرات التي تحدث في البيئة الإستتراتيجية بما يتماشى مع مفهوم الثورة في الشؤون العسكرية Revolution In Military Affairs (RMA) على المديين القريب والبعيد.

كما يجب أن تركز العقيدة العسكرية لجيش المستقبل على إستخدام التفوق المعلوماتي والإستخباراتي لتحقيق التفوق في القرار ولإدامة قدرات وسيطرة متطورة لتحقيق أقصى إمكانيات المناورة والسيطرة الحاكمة والإشتباك الدقيق والحماية الكاملة والإمدادات المركزة.
 
ع

عضو محذوف 355

Guest
مفهوم الجيش الذكي من عناصر تكتيكيه لدفاع طبقي المقاتلات بتكنولوجيا معلومات وقطع بحريه واقمار رداريه واستخبار وتصوير الي وسائل الحرب الالكترونيه ودمج ذخائر من تصنيع شركات محليه أراه مناسب جدا ونجحت دوله الامارات العربيه المتحده بذلك ودول كثيره ولكن لدول كبيره بها أكثر من فرقه اعتقد بناء فرق تكتيكيه كالتدخل السريع او999 أوالمظلات أوالحرس الجمهوري هم من يعملون بمدا الجيش الذكي بعض الفرق الخاصه بكل سلاح ولذلك عند تكوين التدخل السريع تم اجراء أكثر من مناوره مع الجيش الامارات لاكتساب الخبره بين الجيشين سواء حروب عصابات أو نظامي مبدأ حرب الاسلحه المشتركه يستغرق سنوات من التجهيز وأعتقد تم الانتهاء من مركز القياده والسيطرة وتغير جميع الكابلات الي ألياف ضوئيه لسرعه تمرير البيانات بين افرع القوات المختلفه واطلاق الاقمار للتصوير والاتصالات والاقمار الصغيره مع الصين التي تحلق بمدار أقل والحصول علي تكنولوجيا كاميرات التصوير الخاصه بها وربط المطارات والقطع البحريه والقواعد البريه بمنظومه متكامله هو ما يحدث الان من تطوير والاعتماد علي القواعد الكبيره التي تضم قوات بريه وجويه وبحريه ودفاع جوي مع بعضها لبعض لسهوله وسرعه الحركه والاستجابه وسرعه صهر البيانات والمعلومات بين افرع القوات المشتركه
 

الاعضاء الذين يشاهدون الموضوع (المجموع: 1, الاعضاء: 0,الزوار: 1)

أعلى