سرطان وفشل تقني.. ما مصير صفقة القبة الحديدة الإسرائيلية مع واشنطن والخليج؟

F22

الادارة
مشرف عام
إنضم
May 4, 2020
المشاركات
18,672
مستوى التفاعل
12,467
منذ أن بدأت إسرائيل تطوير نظام الدفاع الجوي المتحرك المعروف بـ"القبة الحديدية" بوصفه حلاً دفاعياً لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل، وهي تحاول الترويج لها عالمياً، بخاصة أنها تستخدمها لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى.
واستطاع النظام وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن مشكلاته التقنية أن يؤمِّن نوعاً من الحماية لإسرائيل من صواريخ المقاومة الفلسطينية، فإنه لم يستطع حماية الجنود الإسرائيليين العاملين ضمن الوحدة المسؤولة عن تشغيل منظومة القبة الحديدة الدفاعية، الذين أصيبوا بالسرطان.
شهادات لجنود أصيبوا بالسرطان
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عدداً من الجنود الذين عملوا خلال فترة خدمتهم العسكرية ضمن الوحدة المسؤولة عن تشغيل منظومة القبة الحديدة الدفاعية أصيبوا بالسرطان مع نهاية خدمتهم.
وأشارت في تقرير إلى أن الجنود يؤكدون وجود علاقة بين عملهم ضمن الوحدة المسؤولة عن تشغيل المنظومة وإصابتهم بالسرطان.
وصدر مؤخراً بحث جديد يدعم رواية الجنود ويؤكد أن الإصابات في السرطان بين الجنود العاملين في تشغيل القبة الحديدة هي الأعلى، بينما يقول الجيش الإسرائيلي استناداً إلى بحث خاص أجراه أن الأمر لا يبدو خاصاً وأن عدد الإصابات ليست كبيرة لدرجة لافتة في صفوف العاملين على تشغيل القبة.
وتشير الصحيفة إلى أنها سوف تنشر يوم الجمعة في نسختها الورقية بحثاً إسرائيلياً يسند إلى عينة من عشرة جنود، ويذكر أن عدداً من الجنود رفعوا دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ونقلت يديعوت عن جندي خدم في النظام الدفاعي قوله إن "عدد المصابين بالسرطان من الذين عملوا في تشغيل القبة الحديدة يجب أن يؤخذ بشكل جدي".
11083619_0-0-1857-1044.png
موظفو القبة الحديدية الذين أصيبوا بالسرطان: ران مازور وليور كوهين وأندريه سيمانوفسكي وشير طاهر وجوناثان هايموفيتش (يدعوت أحرنوت)
وأضاف: "كل الجنرالات لدينا يريدون أن يُصفق لهم على نجاح هذه المنظومة، ولكن لماذا لا يتحملون مسؤولية الجنود".
يقول الجندي يونتان حيموفيتش: "عندما تكون إلى جانب بطارية القبة الحديدة تدرك معنى ما يجري، ربما يذكرني المشهد في الطعام داخل جهاز مايكروويف، نشعر بأمواج من الحميم تصيبنا".
ويضيف: "اكتشفت بعد إنهاء الخدمة أنني مصاب بورم سرطاني كبير في الرقبة".
قبة "فاشلة"
وتهدف القبة إلى صد الصواريخ متوسطة المدى وتقول إسرائيل إنها أثبتت نجاحها لكن الواقع على الأرض أثبت عدم دقة ذلك، إذ وصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى مناطق إسرائيلية مختلفة ولم تستطع القبة الحديدة اعتراضها، وبخاصة خلال حرب 2014 التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
وفي عام 2019 كشف الخبير الإسرائيلي في مجال التصنيع العسكري عوديد عمخاي الذي يشغل منصباً رفيعاً في شركة "رفائيل" للتصنيع العسكري التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن منظومة القبة الحديدية ليست فعالة في مجال اعتراض الصواريخ التي يزيد مداها على 70 كم.
وقال عمخاي في مقال نشرته صحيفة "معاريف": "هذا هو سبب فشلها في اعتراض الصاروخ الذي أُطلِقَ من قطاع غزة باتجاه "تل أبيب" وأصاب منزلاً بدقة مُحدثاً دماراً كبيراً".
وبيّن عمخاي أن عملية ترويج دعائية "عنيفة وغير مسبوقة" لمنظومة القبة الحديدية حولتها إلى "العجل الذهبي المقدس ومعجزة عصرنا"، مضيفاً أن الجمهور الإسرائيلي بات يعتقد بسبب ذلك أنها قادرة على "إنقاذنا من كل شر"، لكنها قادرة على العمل في مدى معين واعتراض "رذاذ من الصواريخ"، لكن بالإمكان تحدِّيها "بقصفٍ مُركَّز" مكون من آلاف الصواريخ يومياً.
من جانبه كتب رئيس معهد الأبحاث الانفعالية في جامعة حيفا يورام يوفال مقالاً في "يديعوت أحرونوت" حول الوهم الخطير للأمن المطلق، يتساءل فيه هل القبة الحديدية والوسائل الدفاعية التكنولوجية قادرة على توفير الحماية للمجتمع الصه*يوني؟
وذكر يورام يوفال في مقاله: "نحن بحاجة إلى الاعتراف بأن أي نظام دفاعي عالي التقنية لا يمكنه أن يوفر الأمن المطلق حتى إذا كان سياسيونا يقودوننا مرة أخرى إلى الاعتقاد بغير ذلك، هذا الأمر هراء وخطير وسينفجر في وجوهنا".
في العام ذاته سارع الجيش الإسرائيلي إلى فتح تحقيق عاجل في أسباب فشل القبة الحديدية بالتصدي للصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة وسقط قرب تل أبيب وأسفر عن سقوط 7 جرحى.
مصير الصفقات مع الخليج
اعتدت إسرائيل بنفسها عند تطويرها لنظام القبة الحديدية وعقدت صفقات عدة مع الولايات المتحدة بتكلفة تبلغ 210 ملايين دولار، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تسليم بطاريتين من هذه المنظومة للجيش الأمريكي.
ومع بداية هذا العام نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن الولايات المتحدة ستبدأ قريباً نشر منظومات القبة الحديدية إسرائيلية الصنع المضادة للصواريخ في قواعدها العسكرية بدول الخليج وغيرها.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وزارة الدفاع إن الولايات المتحدة حصلت على موافقة من مسؤولين إسرائيليين كبار للبدء بنشر هذه المنظومات في القواعد الأمريكية في عدد من دول الشرق الأوسط وشرق أوروبا والشرق الأقصى.
وتأتي هذه الموافقة بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتي الإمارات والبحرين إلى جانب صفقتي سلاح كبيرتين بين الولايات المتحدة وكل من الإمارات والسعودية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أثناء عملية التسليم الثانية إنه واثق من أن هذه المنظومة ستساعد الجيش الأمريكي على الدفاع عن الجنود الأمريكيين من خطر الصواريخ الباليستية والتهديدات الجوية، فيما رفض المسؤولون الإسرائيليون الإفصاح عن الدول التي ستنشر الولايات المتحدة فيها هذه المنظومة في قواعدها العسكرية.
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن إسرائيل أعطت موافقة ضمنية للأمريكيين لنصب البطاريات بهدف الدفاع عن قواتها من هجمات إيران أو وكلائها.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أكثر من مرة إن الجيش يحاول بيع هذه المنظومة حول العالم إلا أن إفادات الجنود الإسرائيليين وما كشفه التقرير الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" من تسبب القبة بمرض السرطان للجنود العاملين في النظام، يضع إسرائيل في موقف محرج مع الكثير من الدول التي باتت تستخدم هذه المنظومة.
وفي سبتمبر/أيلول 2018 ذكرت صحيفة سعودية أن المملكة وقَّعت اتفاقية لشراء بطارية القبة الحديدية من إسرائيل بوساطة أمريكية. لكن وزارة الدفاع سارعت إلى نفي "توقيع" مثل هذه الصفقة بينما لم تنفِ أن السعوديين طلبوا شراء النظام.
ونقلت "هاآرتس" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن السعودية ودولاً أخرى طلبت شراء بطاريات القبة الحديدية للدفاع ضد التهديد الإيراني، وذلك بعد هجوم نُسب إلى إيران على منشآت نفطية سعودية في سبتمبر/أيلول 2019.
 

الاعضاء الذين يشاهدون الموضوع (المجموع: 1, الاعضاء: 0,الزوار: 1)

أعلى