الصين في إدلب: ما دوافع بكين للتدخل في الصراع حول الشمال السوري؟

F22

الادارة
مشرف عام
إنضم
May 4, 2020
المشاركات
18,672
مستوى التفاعل
12,467
تشهد محافظة #إدلب، شمال غربي سوريا، قصفاً متكرراً للطائرات الروسية وقوات #الحكومة_السورية، وسط أنباء عن حملة قد تشنها #القوات_النظامية للسيطرة على كامل المحافظة، فضلاً عن تقارير تتحدث عن أن #الصين قد دخلت أيضاً على خط التدخل في إدلب لحماية مصالحها.

وكانت الحكومة السورية قد شنّت حملات عسكرية على أرياف إدلب في عام 2019، وسيطرت على مناطق واسعة فيها، مثل #خان_شيخون وسراقب ومعرة النعمان ، ما دفع #تركيا إلى زيادة قواتها ونقاطها العسكرية، وتؤكد بعض المصادر تواجد اثني عشر ألف جندي تركي في إدلب، وقرابة ثمانين نقطة عسكرية.

إلا أن التطور الأهم مؤخراً هو قيام الولايات المتحدة بإخراج “الحزب الإسلامي التركستاني” من قائمة الإرهاب، وهو حزب مسلّح، يُقدّر عدده بثمانية آلاف عنصر من قومية “الإيغور” الصينية، يتواجدون في منطقة #جسر_الشغور في إدلب. واعتبر كثير من المراقبين هذه الخطوة رسالة موجهة للصين، المُتهمة باضطهاد أقلية “الإيغور” على أراضيها، والتي تعتبر “الحزب الإسلامي التركستاني” تهديداً لأمنها القومي.

وعقب الخطوة الأميركية تزايدت التسريبات عن تدخل صيني في إدلب، إلى جانب قوات الحكومة السورية، ويؤكد مراقبون أن الهدف الصيني هو التخلّص من المسلحين الإيغور في المحافظة.



محلل عسكري: «التدخل الصيني في إدلب لا علاقة له بإدلب!».

العميد “أحمد الرحال”، الضابط المنشق عن القوات النظامية، قال لموقع «الحل نت» إن «الصين تتخوف من مجموعات الإيغور في إدلب، وهي مستعدة لتقديم محطات رادار وأسلحة متطورة للحكومة السورية، لمواجهة مسلحي “الحزب الإسلامي التركستاني”».

إلا أن “الرحال” يستبعد قيام القوات النظامية بشن حملة عسكرية جديدة على إدلب، مؤكداً أن «هنالك ثلاثة أسباب تجعل هذا الأمر غير وارد، أولها التكلفة البشرية الكبيرة، فإدلب يعيش فيها حالياً حوالي أربعة ملايين ونصف المليون نسمة؛ والثاني تشبث الجماعات المسلّحة الموجودة في المنطقة بمواقعها، وصعوبة إخراجها منها؛ والثالث هو أن أي اجتياح لمناطق تلك الجماعات، المدعومة من تركيا، سيخرّب العلاقات الروسية التركية، وبالنسبة لموسكو فتركيا أهم من إعادة إدلب لسلطة الأسد».

ويختتم العميد المنشق حديثه بالقول: «بناء على هذا فالتدخل الصيني لا يخصّ محافظة إدلب نفسها، والصراع الإقليمي للسيطرة عليها، وإنما يهتم فقط بكبح جماح المقاتلين الإيغور، دون السعي لتحقيق تغيير جذري على الأرض».



فصائل المعارضة: «رصدنا أسلحة صينية ولكننا لم نر جنوداً»

من جهته يقول “يوسف الحمود”، الناطق باسم #الجيش_الوطني المعارض، لموقع «الحل نت» إنه «لم يتم رصد تواجد جنود صينيين على الأرض في إدلب، ولكن الصين تقدّم للقوات النظامية معدات عسكرية متقدمة، مثل تقنيات الرادار وأسلحة ذات دقة عالية».

ولا ينفي “الحمود” رغم هذا إمكانية تصاعد العمليات العسكرية في إدلب، مؤكداً أن «روسيا قد تزيد من أعمالها العسكرية، في حال شعرت أن الأمور خرجت عن سيطرتها في المحافظة، وهذا ليس بالأمر المستغرب، إلا أننا نلحظ اليوم تخبّط #روسيا في محاربة خلايا تنظيم #داعش في #البادية_السورية، والتهديدات التي تواجهها في #درعا، ما يجعلها منشغلة على جبهات هاتين المنطقتين أكثر من إدلب».

“عمر البم”، الصحفي الموجود في إدلب، يتفق مع تحليل “الحمود”، مؤكداً لـ«الحل نت» أن «الأسلحة التي تستعملها القوات النظامية في إدلب صينية وروسية، ولكن بالتأكيد لا تواجد للقوات الصينية في المحافظة».

ويشير “البم” إلى أن «روسيا تجرّب أنواعاً جديدة من الأسلحة في إدلب، ومنطقة #جبل_الزاوية مهددة بالتعرّض لحملات عسكرية جديدة من قبل القوات النظامية، فسياسة الطرفين تتلخص بتهجير أكبر عدد من المدنيين من المناطق المستهدفة، عبر القصف المتكرر، لتخفيف الكثافة السكانية، تمهيداً لشن حملات عسكرية واسعة. إلا أن الدور الصيني في مثل هذه الحملات قد لا يتجاوز تقديم بعض الدعم التقني واللوجستي».



مصدر من القوات النظامية: «الحديث عن تدخل الصيني مجرد كلام فارغ»

«الحل نت» تواصل مع مصدر مقرّب من القوات النظامية، ينشط قرب جبهات إدلب، لسؤاله عن قضية التدخل الصيني، فأكد أنه «لا وجود لتدخل صيني، وهذا كله كلام فارغ. فالصين لا تدعم القوات النظامية حتى بالأسلحة».

وحول الوضع العسكري في إدلب يقول المصدر، الذي رفض كشف هويته: «هناك حشود للقوات النظامية على جبهات #سهل_الغاب وسراقب، وقد نشهد حملة عسكرية في أي وقت، كما أنه هناك حشوداً مقابلة من الجانب التركي، لكن دخول الصين على الخط غير صحيح».

من جهته يؤكد مصدر في فصائل المعارضة المسلّحة موضوع الحشود العسكرية، قائلاً لموقع «الحل نت» إن «إدلب تشهد توتراً شديداً، وسط عجز الأتراك أمام الروس. والقوات النظامية تحشد صوب إدلب، وهناك حركة نزوح من جنوب المحافظة إلى شمالها».

ويزعم المصدر أن «هناك اتفاقاً روسياً تركياً، يقضي بتسليم القوات النظامية السيطرة على ريف إدلب جنوبي حتى شمال طريق M4 وجسر الشغور وجبل الزاوية، وفي حال سيطرة الحكومة السورية على جبل الزاوية فسيكون هناك مليون نازح جديد صوب الحدود التركية».
 

الاعضاء الذين يشاهدون الموضوع (المجموع: 1, الاعضاء: 0,الزوار: 1)

أعلى